❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
فتحي الذاري
في ظل الأحداث المتسارعة والمشاهد المتشابكة التي تُظهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط، يبدو أن اليمن قد انتزعت طابعاً جديداً من القوة والثبات. تتجلى أهمية هذا التحول في ما تضمنته الآية الكريمة من سورة التوبة "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ". فالحقائق السياسية والعسكرية تؤكد أن اليمن، على الرغم من التحديات الهائلة، قد أثبتت أنها ليست ضعيفة أو مستسلمة، بل قوة راسخة تسعى دفاعاً عن قضايا الأمة.
في الأيام الأخيرة، باتت سماء العرب خالية من الطائرات المعادية، مما يثير تساؤلات حول كيفية إقدام واشنطن على شن هجوم بري ضد صنعاء. ومع تزايد دقات قلب المقاومة في اليمن، أصبح المنادي يرفع صوته: "حيَّ على الجهاد، حيَّ على خير العمل". هذه الدعوات ليست مجرد شعارات، بل تجسيد للواقع الذي تخلقه الأفعال المدعومة بالإرادة القوية، حيث ارتفعت الصواريخ لتستقبل العدو بالألم في مطار بن غوريون.
تكشف الأحداث أنه لا يمكن لواشنطن تجاهل اليمن بعد الآن. فكل محاولة لإخضاع اليمن قوبلت بالرفض، وتحولت تلك الاستراتيجيات إلى كوابيس تعكر صفو الحلفاء. الاختناق الاقتصادي الذي يعاني منه الاحتلال الصهيوني نتيجة لإغلاق مضيق باب المندب يثبت أن الصمود اليمني بدأ يؤثر بالفعل على معادلات القوة، إذ تصاعدت الأزمات والركود.
يتطلب الواقع العسكري الراهن البت في عدة جوانب. فإن واشنطن تدرك أنها محاطة بالمفاجآت، فقرارها بفتح ممرات جديدة لم يُكتب له النجاح، بسبب انسحابات الحلفاء من التحالفات العسكرية. ومع استمرار الضغوط العسكرية، أصبحت صنعاء مرآة لقوة المقاومة، حيث تتراكم لديها ترسانة من الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الصواريخ البالستية والفرط صوتية. ينقل اليمني رسالته إلى العالم بأنه قادر على الدفاع والانتقام، ولذلك فهم يلتزمون بمواجهة التهديدات بشجاعة.
إذا قررت واشنطن الاستمرار في نهج الهجوم البري، فمن المؤكد أن القيادة العسكرية اليمنية جاهزة للتصدي. لا تقتصر الاستجابة على الدفاع فحسب، بل تمتد إلى القدرة على توجيه ضربات محددة للقواعد العسكرية الأجنبية والمنشآت النفطية التي تستخدم في دعم العدوان. إن توفير المعنويات العالية والقدرة على استغلال المفاجآت العسكرية هو بمثابة استراتيجيات يمكن أن تغير المعادلة في أي لحظة.
يتجلى في الأحداث الراهنة درس واضح لا يمكن تسليط الضوء على المقاومة اليمنية بمعزل عن السياق الأوسع الذي تنتمي إليه. إن بطولات اليمن، التي تُعبر عن عزم وإرادة راسخة، لا تؤكد فقط مقاومة الاحتلال، بل تتعدى ذلك لتفتح آفاقاً جديدة للعمل العربي المشترك. مع إصرار القوى المتجددة في اليمن على الثبات ومواجهة قوى الاستكبار، تظل الإشارة قائمة على عدم قدرة أي قوة على قهر إرادة الشعوب المتمسكة بحقوقها. تستمر صنعاء في حفر اسمها في التاريخ، لتؤكد للعالم أن مقاومة الاحتلال وقوى الكفر والاستكبار لم تعد مجرد شعارات، بل واقع يكتسب زخمًا وقوة تكتسح ما حولهاباذن من الله وتوفيقا منه عزوجل للمجاهدين الأحرار .